حورية العين بنت ملك البحار | ||||
Huriya Al-'in Benat Malik Al-bahar |
||||
Home
Entrance to the Chadian Art Museum
|
لم
يعرها
اهتماما
عندما سلَّم
عليهم. لكنّ
صوتها باغت
طبلتي أذنيه.
نظر إليها
مُتُحفِّظاً
في أقلّ من
ثانية،
فوجدها غير
مُتُحفِّظة
خلاف
الَّلاتي
اعتاد أن
يتعرف عليهن
في إطار عمله.
لا طويلة
وقصيرة لا
مردفة ولا
جرداء وما
يظهر من
وجهها كان
عارياً إلا
من لسعة
الحرّ مما
يجعل بشرة
وجهها أقرب
إلى لون
الحنطة. رغم
الحشمة التي
بدت واضحة من
ألوان
ملابسها
وتعابير
وجهها، كانت
عيناها
تخفيان
أنوثة جادة
ممزوجة
بأمومة
مبكرة وشباب
غض لا
يوجد ما
يشغله في ذاك
اليوم وواضح
أنَّ في
نيَّتهم
إطالة
الحديث معه.
صافحهم
مودِّعاً
وأحسَّ أنها
لم تتعمَّد
أن تكون آخر
المصافحين.
كانت يدها
العارية من
كل أنواع
الحلي لا
ناعمة ولا
خشنة ولا
دافئة ولا
باردة.
توغَّلت
عيناه في
عينيها
وذهبتا
بعيداً، لم
تكن ملابسها
سميكة يصعب
اختراقها،
كانت تلفّ
خلف رأسها
شعراً
سبيبياً
مفتولاً
بطول ذنب
المهر
الرضيع، لو
أطلقت له
العنان
لانساب حتى
لامس أعلى
خصرها ذي
الانحناءة
المتوسطة.
أخذت عيناه
نفساً
قصيراً هناك
ثم انحدرتا
باتجاه
صدرها،
نتأتان بلون
بيض الدجاج
البري
يفصلهما
مجري
تبلِّله
حبيبات
العرق. كان
الوقت
مبكراً لكن
شدَّة
ارتفاع
درجات
الحرارة
تجعل حتى
الحجارة
تتصبب عرقاً.
استغفرتا
ولعنتا
الشَّيطان
وفي طريق
عودتهما
استوقفتهما
شفتان
ناعمتا
الملمس
تكشفان عن
أسنان طفل
بيضاء ناصعة.
بدا له وجهها
رسم زيتي
تختلط فيه
جماليات
الفوضى وعلم
النفس
-
أين سمعت
هذا الصوت ؟ حاول
بلا جدوى أن
يقمع نفسه عن
التمادي في
طرح الأسئلة.
قال
مصححاً نفسه:
أين رأيت هذا
الوجه ؟
حملق
بعينيه في
الفراغ
المحدود
أمامه حتى
انفصل عن
المكان وبدأ
الزَّمن
يتراجع،
كانت
الذِّكريات
والصُّور
أحداث حيَّة
لكنَّها
متداخلة
كألوان
الغسق. معركة
الذِّكريات،
كل وجه يصارع
ليملأ
الفراغ
اللامتناهي
أمام عينيه
وكل حدث
يُلملم
خيوطه كي
يُصبح
نصَّاً
مكتملاً في
ذهنه. تراجع
الزَّمن
بإيقاع أسرع
وأصبحت
الذِّكريات
والوجوه
تختفي
كأحداث
الفيلم
الوثائقي. حين
كان صغيراً،
عودته
جدَّته أن
تقصَّ عليه
قُبيل
النَّوم في
ليالي
الخريف
المظلة
حكاية "حورية
العين بنت
ملك البحار". الجدَّة
التَّي كانت
تشبه
القرميد
المتآكل،
تنفخ ما تبقى
من روحها على
الحورية بنت
ملك البحار
حتى جعلتها
حقيقة حيَّة
في حياته:
الحورية بنت
بيضاء مثل
القطن
وعيونها مثل
القمر
وأسنانها
مثل اللَّبن
وضفائرها
مثل ذنب
الفرس تلبس
الحرير
والذَّهب
لعابها سمن
البقر
ودموعها
العسل
ووالدها ملك
البحار: رجل
خيله وجماله
وأبقاره
وضأنه
بالألوف
المكررة وله
خدم من كل
أطراف
الدُّنيا.
رجل كريم
ضيوفه مائة
في كل ليلة.
ماءه من بئر
زمزم وطعامه
من مكة، من
جاءه ضيفاً
وغادره،
أعطاه مقابل
كل ليلة جواد
أبيض.
الحورية
حارساتها
بلا عدد ولا
تقضي حاجتها
إلا مرَّة
على جرف
البحر ويصعب
أن يراها رجل
لا من ناس
البحور ولا
من ناس
التراب ومن
يراها في تلك
الأثناء
يتزوجها،
هكذا أرادت
ووافقها
أبوها الملك
وأمها
الملكة. صارت
الجدَّة
كومة من تراب
وبدأ الجميع
يتناسونها
سائلين
المولى أن
يجنبهم أرذل
العمر، أما
هو فلم يكن
يعرف الحزن
لكنّ صمته
المتواصل
أثار فضول
الكبار. روي
عن رفقته
إنَّهم
قالوا: في كل
صباح يذهب
باتجاه
البحر وفي
اللَّيل لا
يلعب معهم،
يتفرج عليهم
حتى يتفرقوا في
كل ليلة كان
يفكر أن يذهب
إلى البحر
لكنه لم يصله.
كان والده
ضمن حلقة
الذِّكر
الصباحي،
لمحه من بعيد
فأشار إليه
أن يأتي. جلس
منتظراً حتى
فرغوا. سأله
والده ما إذا
كان يشكو من
علَّة ثم طلب
إليه أن
يتوسطهم.
تمدد كالميت
على القطعة
التي تحوَّل
لونها
الأبيض إلى
الأصفر
الباهت. كانت
الشَّمس
بارتفاع عود
الحربة ترسل
أشعة
خريفيَّة
دافئة. تحركت
الشِّفاه
وطقطقت
السِّبح
وانهال عليه
لُعاب طخين
لزج. أمال
رأسه
متفادياً
اللُّعاب
حتَّى لا
يسقط على
وجهه.
استمالته
أشعة
الشَّمس
الدَّافئة
فحدَّق في
قرصها
الذَّهبي
برهة ثم أغمض
عينيه وذهب
في غفوة رأى
أثنائها
حورية العين
بنت ملك
البحار
بشحمها
ولحمها تقول
له أن يتبعها
وتطلب إليه
أن لا يتأخر. لما
عادوا كانت
الشَّمس
تتوسط كبد
السَّماء
ترسل أشعة
لاذعة.
أجمعوا
مُقسمين على
أنَّهم رأوه
يجري
وكأنَّه
يطير. جروا
خلفه ولم
يلحقوا به. أيار
/ 2004
|
|||
Huriya Al-'in Benat Malik Al-bahar by Ahmed Jabear |
||||
A ghanitan Burdyun wa durawish A play Huriya Al-'in Benat Melik Al-Bahar Lines that guide us on the road |
||||
To contact the artist Ahmed Jabear directly, you can send him an e-mail at albithrah@yahoo.com. You can also call him at (235) ***, or write him at the following address : *** |
||||
We invite all Chadian artists of any specialty (writers, musicians, painters, sculptors...) to send us portions, photos or cassettes of their artwork. This will allow us to provide you with your own exhibition room in our Chadian Art Gallery here in Virtual Chad. Your exhibition room will include a biographical description with photo. This will provide an opportunity for anyone to get to know you better, as well as your artwork. If what you send fulfils our criteria, we will set you up with a personalised e-mail address, so that anyone interested in contacting you may do so from anywhere in the world, even if you live far from an internet connection at this time. If you are interested, please write to us! |
||||